جينات طائية…من دفتر الواقع بقلم خلف عامر
جينات طائية…من دفتر الواقع
*خلف عامر
شخصٌ مُعسرٌ مَرَّ بهذه التجربة آن أخرجه صاحب المنزل، لكنه من التعفف تخالهُ غنيًاً، لم يحقد على من أخرجه من المنزل، بل حمد ربه على موقف زاده إنسانية.
أكثر من مرّة كان يحاور وأطفاله رغيف الخبز ليخفف من حِدّة يباسه كي لا يُتعب ويجرّح سقف الحلق، لكنه حين يرى العَوَز في عين جائع لا يتردد إطلاقًا بسحب اللقمة من حلق أطفاله، ليقدمها له.
يا الله ما أجمل إيثاره، لا يفعل ذلك رياءً بل إنسانيته تلحّ على فعله النبيل.
في هذا الزمن، زمن التفكك والتناحر والتنافر، زمن أكل حقوق الأخوة من قِبل الأخوة أنفسهم، في زمن غلبة المصالح الدونية الآنية، كم نحتاج لمثل هذا النموذج الذي جَرَعَ مرارة العُسر دون أن يشتكي لأنه يدرك أن الشكوى لغير الله مذلة.
جيناته الطائية لم تسقط بالتقادم، ولم تَغب عنه لحظة واحدة ويُستدل على ذلك عملية تفضيله الآخر على ذاته.
في إيثار الطائي الجذر تجلت قيم إنسانية نبيلة.
بمثل هذه النماذج يعود للحياة وهج التواد والتراحم، والصدق والوفاء.
موقف جميل من دفتر الحياة شاهد أنا على وقائع تفاصيله، أتمنى أن تسود هذه القيم لأنها تدل على أصالة وخلق عظيم.
………يتبع