كَذِبٌ أم خيال ؟؟!!! بقلم عاج شماجولي

0 96

كَذِبٌ أم خيال ؟؟!!!

بقلم عاج شماجولي

تتفاوت أساليب التربية وطرق التعامل مع الأطفال وبشكل خاص أولئك الذين يملكون خيالاً واسعا في حياكة خيوط قصة ما ، و لديهم ملكة الإبداع والسرد الشيق لأحداث عديدة قد تكون بالمجمل من وحي الخيال أو قد حدث نصفها والنصف الآخر استُحضِر من مخيلتهم البريئة ، وبالتالي تفرض تلك الأساليب نمطاً خاصاً بطريقة التحاور والنقاش فيما بيننا وبينهم .
وهنا نقف ونسأل … هل نَصِفُ مايُحدّثنا به هذا الطفل كذباً … ؟؟؟

توضّح معظم الدراسات أن الطفل لايقصد الكذب في أحاديثه التي يقصها تحديداً في سنواته الأولى حيث لا يستطيع التمييز بين هذه التسميات { الخيال والحقيقة والكذب} ….
وقد عَرّفَ العلماء ذلك بمصطلح { الكَذب الخيالي } حيث يتطور في سن الخامسة عندما تنمو لديه قدرة الخيال والتصور .
و يختلف هذا الخيال من طفل لآخر متأثراً بالتربية والبيئة والميول الشخصية المتنوعة لكل طفل ، وتزداد هذه الحالة كلما كَبُرَ تبعا لتطور قدرة التخيل لديه .

إلا أنّ الكذب الخيالي قد يتلاشى إذا تمّ اتباع أساليب تربوية هادفة إيجابية بعيدة عن التأنيب والتعنيف إذ تنمّي هذه السلوكيات عادة الكذب لتصبح أسلوباً في الدفاع عن هوية الطفل وشخصيته وميوله ورغباته .

كما أنّ الاعتماد على التحاور مع الطفل يؤدي إلى رفع سويّة إدراكه وقدرته على تمييز الخطأ من الصواب وبالتالي تحفيزه لقول الحقيقة مما يزيد من ثقته بنفسه ونزع المخاوف والتردد في مواجهة مواقف الحياة المتعددة حينئذ يُعد زرع مفهوم الصدق من الأساسيات الهامّة في التربية الجيدة .

أما في حال تكرار الكذب رغم التنبيهات المتكررة فلابد أن يترتب عليه عقوبة تتمثل بحرمانه من لعبة يحبها مثلا أو نزهة يرغب القيام بها ، وفي هذه الحالة وجب الانتباه لِئلاَّ تكون العقوبات قاسية كي لا تتسبب له بارتدادات نفسية ممكنة الحدوث مع الأيام وأهمها أن يصبح الكذب ممتزجاً بشخصيته .

ومع السعي الجاد لتكوين شخصية الطفل المثلى أَوْلى أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأولادهم فكيف لهما أن يطلبا منهم الصدق وقول الحقيقة وهما يتصرّفان عكس ذلك أمامهم !!!!!
كما عليهما التقيّد بتطبيق العقوبة إن تلفظا بها وأن يقدّما الهديّة أو المكافأة إن وعدا بها كي يشعر الطفل معنى تحمل المسؤولية فيتعلم الصدق في الأقوال والأفعال .

إن الكذب صفة سيئة جدا لما يترتب عليها من صفات سيئة أخرى يكتسبها الطفل وتصبح عادة وجزءاً لايتجزأ من شخصيته حينما يكبر والأهل هم المسؤولون عن وأدها أو تنميتها حيث يترتب على تلك المسؤولية بناء مجتمع سليم حضاري أو مجتمع متخلف تتحكم فيه سوء التربية والأخلاق .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.